وقف حُرّم سلطان

الحمد لله رب العالمين وبه نستعين وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

فإننا حَرصنا ومنذ خطواتنا الأولى على إكمال مسيرة المرأة في العطاء الإنساني عبر التاريخ وبلورنا رؤيتنا نحو إبراز وتفعيل دورها وتطوير قدراتها في العمل الانساني، وإعادة إحياء الثقافة الوقفية لدى المرأة انطلاقاً من طبيعتها الفطرية المجبولة على التعاطف وتلمس حاجات المجتمع واحتواء الأخرين ومساعدتهم، ومثلنا في ذلك يبدأ من أعظم امرأة ساندت زوجها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أم المؤمنين والتي أوقفت حياتها ومالها لدعم زوجها نبينا محمد ﷺ ولنصرة دعوته ومساعدة المستضعفين، فقد بذلت كل ما كان بوسعها لأجل ذلك فجاءتها البشارة معجلةٌ في الدنيا قبل الآخرة ببيت في الجنة من قَصب لا صَخب فيه ولا نَصَب، ومن ثم تليها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها....ونماذج أخرى كثيرة سيتم التطرق لبعض منها لاحقاً.

لماذا المرأة

فقد منح الله عزوجل المرأة مجموعةً من الصفات الفطرية التي تساعدها في أداء أدوارها في الحياة وتأدية واجباتها على أكمل وجه، فالمرأة تتمتع بالعاطفة وحب البذل والعطاء والمبادرة المستمرة وقوة الملاحظة وتستطيع قراءة الأحداث بعناية، وتفَهُم الاحتياجات والتعبير عن المشاعر بشكل بارع، كما أنها ونظراً لطبيعة تفكيرها التشعبية فإنها قادرة على حل المشكلات بطرق إبداعية وأداء عدداً من المهام بالتزامن.

المرأة والمجتمع

 بالنظر إلى المجتمع وشبكة العلاقات فيه فإننا نجد أن المرأة موجودة فيه بشكل كبير جداً، كونها هي الأم والزوجة والأخت...وبذلك تمثل نصف المجتمع، وكون المجتمع لديه احتياجات تتكون على شكل تصاعدي فإن المرأة بتواجدها في دوائر المجتمع المتعددة قادرة على الاطلاع والتفهم لتلك الاحتياجات والعمل على تلبيتها.

 

المرأة والعمل الأهلي

انطلاقا من صفات المرأة وقدراُتها وتواجدها الكبير في المجتمع فإن ذلك يعطيها الاستعداد للانطلاق في العمل الأهلي وفيه تجد مساحة لإضافة بصماتها وتفعيل ما لديها من قدرات وشبكة علاقات وبالتالي تحقق دوراً فعالاً في تنمية المجتمع وتلبية احتياجاته.

 

وقف حُرم سلطان للإغاثة والتنمية
رحمة للإنسانية

على خطى أسلافنا السابقين الذين عملوا بجد في إنشاء الأوقاف والمشاريع الخيرية قررنا السير ومن تاريخ السيدة حرم سلطان تعلمنا واستوحينا اسم وقفنا المبارك، اليوم وقف حُرم سلطان للإغاثة والتنمية يستهدف استثمار أفكار وطاقات النساء بما يفيد وينفع المجتمع، إن أهم ما يميزنا هو استمرارية المشاريع من خلال الثقافة الوقفية والتواجد في المناطق الجغرافية المضطهدة والضعيفة المتعددة حول العالم لنحقق شعارنا ونكون بحق رحمة للإنسانية.

منطلقات الوقف:

  • استثمار طبيعة المرأة وقدراتها الِفطرية حيث إنها ذات عاطفة ومثابرة وعطاء ومبادرة وتحملاً للمسؤولية.
  • الاستفادة من كون المرأة تتميز بقدرة عالية على التعاطف وتلمس احتياجات المجتمع، وكونها قادرة على الدخول في دوائر المجتمع والمساهمة في تلبية احتياجاته من منطلق فهم ووعي عميق.
  • تفعيل شبكة علاقات المرأة في البيئة التي تنتمي إليها بدءاً من أسرتها الصغيرة مروراً بأسرتها الممتدة